أسباب استمرار الفرد في التعاطي وكيفية إقناع المدمن بالعلاج؟
قد يصعب على أي شخص سليم أن يفهم لماذا يستمر الفرد في التعاطي رغم أنه يعلم بأضرار ذلك المخدر، وفي الواقع يكون للمدمن عدة اسباب ترغمه على الاستمرار في التعاطي ومن خلال المقال سوف نوضح لكم أبرز أسباب استمرار الفرد في التعاطي.
ما هو الإدمان وما هي أبرز أسبابه؟
يتم تعريف الإدمان على أنه الاعتياد على تناول أو فعل شيء ما باستمرار، حيث يقوم به المدمن على فترات زمنية محددة كل يوم، ولا يستطيع أن يمر يومه دون إيقاف ذلك.
لا يشير الإدمان إلى الاعتياد على مادة مخدرة مثل الهروين فقط، ولكن الإدمان يشمل كافة السلوكيات التي يعتاد عليها الانسان ولا يستطيع أن يوقفه.
فقد يصاب الانسان بعدة أنواع من الإدمان، فهناك أشخاص لديهم إدمان العمل، الاكل، أو مشاهدة المقاطع الاباحية.
ويقال أن الإدمان مرض مزمن ولكن يمكن علاجه والشفاء منه نهائيًا، يتم من خلاله التأثير على عدة مراكز بداخل المخ، فيعتمد عليه الدماغ باستمرار من أجل الشعور بالراحة، بمرور الوقت تتم زيادة الجرعة وذلك حتى يشعر بتأثير أقوى، حيث يكون الجسم قد اعتاد على الجرعات السابقة ولا يعطي استجابة لها.
يستمر المدمن في تعاطي المواد المخدرة رغم علمه الكامل بأنها مضرة له، ولكنه قد وقع تحت تأثيره بالفعل.
لماذا يعتبر الإقلاع عن الإدمان أمرًا صعبًا؟
الإدمان مرض مزمن حيث يعتاد دماغ الانسان على تلك المواد الكيماوية.
تؤثر المواد المخدرة على كيمياء المخ وتؤدي إلى إفراز بعض المواد مثل الدوبامين والسيرتونين والتي تجعل الانسان في مزاج جيد طوال الوقت.
ما هي أبرز أسباب استمرار الفرد في التعاطي؟
هناك عدة أسباب تكون عائقًا بين المدمن والإقلاع عن التعاطي، وتكون تلك الأسباب كافية ومقنعة بالنسبة له ومنها الآتي:
- تؤثر المخدرات على كيمياء المخ بالسلب، حيث يتأخر استيعاب الفرد وتتناقص قدراته على اتخاذ القرار لذلك يكون من الصعب عليه اتخاذ قرار والعزم على تنفيذه
- في الغالب يجد المدمن مهربًا من الحياة من خلال تعاطي المخدرات، فهي تعطيه شعورًا مؤقتًا بالاسترخاء بعيدًا عن مشكلات الحياة وما يواجه فيها وهذا من أبرز اسباب استمرار الفرد في التعاطي.
- في الوقت الفاصل بين كل جرعة من المخدر يزداد شعور المدمن بالضغط والتوتر، وكلما اقترب معاد الجرعة كلما زاد ذلك الشعور ؛ حيث يتم استخدام المخدر كوسيلة تهدئة يستطيع من خلالها الشعور بأنه على ما يرام بدون أي أعراض قلق وتوتر.
- في أغلب الأحيان يدخل المدمن علاقة سامة بينه وبين المخدرات، فهو يعلم تمام العلم أن ذلك العقار يؤذيه وسوف يسبب له الكثير من المتاعب ولكن رغم ذلك فهو مستمر في التعاطي.
- وجود صحبة تساعده على التعاطي بشكل مستمر يعتبر سببًا مهمًا في استمرار التعاطي، حيث أن توافر المخدرات والأشخاص نفسهم يعطي المدمن رغبة في التعاطي ؛ وفي هذه الحالة تكون أهم خطوات العلاج هي الابتعاد عن تلك المجموعة والأماكن التي اعتادوا التعاطي فيها.
- إذا قرر المدمن إيقاف المخدر فاجأه وقد عزم على ذلك فسوف يشعر بأعراض انسحابيه شديدة مع إيقاف أول جرعة.
- حيث تعتبر الأعراض الإنسحابيه من أهم اسباب استمرار الفرد في التعاطي، فتكون غير محتملة ولا يستطيع السيطرة عليها.
- تنقسم تلك الأعراض إلى أعراض جسدية مثل القيء والغثيان والرعشة وآلام في مختلف أنحاء الجسم، وأعراض عقلية مثل القلق والتوتر ونوبات الهلع، قد يصل الأمر إلى تخيل الأشياء أيضًا.
- في الغالب فقد حاول المدمن أن يقلع عن المخدرات عدة مرات ولكنه فشل، لذلك يظن أنه من المستحيل الإقلاع عن تلك العادة.
- فيعتبر الفشل المتكرر لعملية التعافي من أثر مخدر ما وإيقافه بشكل كامل أحد أهم اسباب استمرار الفرد في التعاطي.
- يستطيع المدمن التعافي بشكل كامل وذلك بكل بساطة عند اللجوء لمتخصص بداخل مركز علاجي، فهناك يجد المدمن الرعاية والسيطرة الكاملة على حالته.
كيفية معالجة الإدمان واقناع المدمن بأهمية العلاج؟
إن اقناع المدمن بأهمية العلاج وفاعليته من أهم الخطوات التي يتم البدأ بها، فكلما اقتنع المدمن بأهمية العلاج كلما كانت الرحلة أسهل:
أهم النصائح من أجل اقناع المدمن بالعلاج:
- إذا كنت على وشك إقناع المدمن بضرورة العلاج فيجب عليك أولًا أن تقرأ عن طرق علاج الإدمان والمراحل التي يمر بها المدمن، وذلك من أجل تكوين فكرتك والاستعداد للنقاش.
- عند بدأ النقاش مع المدمن لا تحاول استدراجه من أجل الاعتراف بأنه يتعاطى مخدر ما، لأن المدمن يميل دائمًا للإنكار لذا عليك أن تتبع معه اسلوب المواجهة.
- يجب أن يكون لديك معرفة ببعض المعلومات التي تخص المدمن مثل المواد التي يتعاطاها ومدة التعاطي وإن أمكن معرفة الأسباب التي دفعته لذلك.
- قبل التواصل مع المدمن يجب أن تكون لديك خطة للعلاج، فمثلًا قم بالتواصل مع مركز إدمان من أجل بدأ العلاج فور استجابة المدمن.
- يجب عليك احتواء المدمن وتقبل ردة فعله، ولا تتبع معه أسلوب العقاب أو اللوم فهذا سوف يزيد من عناده.
- يجب عليك أيضًا إثبات له أن ما حدث أمر وارد وطبيعي، حيث يصاحب المدمن الشعور بالعار مما يفعله ويخشى دائمًا لوم المجتمع له.
- حيث أن أحد أهم أسباب استمرار الفرد في التعاطي هو الخوف من حكم الناس عليه إذا علموا أنه مدمن أو قيد العلاج.
- لا تضع المدمن في وضعية الدفاع عن نفسه بل عليك أن تعطيه مساحة من الاطمئنان وتؤكد له أنه ليس مذنبًا كما يظن عن نفسه.
كيف يتم علاج الإدمان وما هي مراحل العلاج؟
يتساءل البعض عن امكانية علاج الإدمان من المنزل، وفي الواقع أن علاج الإدمان يتطلب مركز علاجي متخصص من أجل عدة عوامل منها:
- المتابعة والسيطرة على المدمن.
- تقديم العلاج باستمرار وضمان أخذ الجرعة المضبوطة.
- في حال التعرض لأعراض انسحابية يتم التعامل معها باحترافية.
المرحلة الأولى: إزالة السموم:
لا تعتبر إزالة السموم ضمن العلاج الفعلي، ولكنها من أهم الخطوات التي يستعد فيها المدمن للعلاج.
يتم في تلك المرحلة سحب بقايا المخدر من الجسم، وتبدأ فيها الأعراض الإنسحابية بالظهور.
تعتبر إزالة السموم من أصعب المراحل وذلك ليس لأنها شاقة، ولكنها أول شيء يتم القيام به من أجل الاقلاع عن الإدمان.
المرحلة الثانية: العلاج المعرفي السلوكي:
يتم اعتماد هذا النوع من العلاج على أنه من أهم مراحل العلاج ففي تلك المرحلة يتم تغيير تفكير المدمن كليًا.
تكون الجلسات فردية أو جماعية ويتبادل فيها المدمن بعض الأفكار التي دفعت كلًا منهم إلى تلك التجربة، وأسباب استمرار الفرد في التعاطي.
من خلال العلاج المعرفي السلوكي يقرر المدمن عدم العودة للمخدر مرة أخرى، ويعرف كيفية التصرف في حال التعرض لانتكاسة.
المرحلة الثالثة: العلاج بالأدوية:
يتم استخدام بعض الأدوية في مراحل العلاج المختلفة وذلك من أجل التخفيف من حدة الأعراض الانساحبية، أو ضبط معدلات المواد الكيماوية في الدماغ.
يتم أيضًا استخدام المسكنات من أجل السيطرة على الآلام التي يشعر بها المدمن خلال رحلة العلاج.
وفي نهاية المقال فقد قدمنا لكم أبرز أسباب استمرار الفرد في التعاطي وكيفية التعامل مع المدمن ووضعه على الطريق الصحيح، حيث أن الإدمان من أكبر المشاكل التي تهدد أمن المجتمع.